• +964 7903821493
  • العراق

التعريف في الجامع والروايات التي تخصه


التعريف

من أهم وأقدم المساجد التاريخية في العالم وهو من مساجد الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وقد صلى فيه عيسى بن مريم وأمه عليهما السلام وصلى فيه الامام علي ( عليه السلام ) عند عودته من حرب الخوارج ، وبراثا كما قيل تعني بالسريانية القديمة (ابن العجائب)، وقيل ( بيت مريم ) أو ( أرض عيسى).

الموقع

يقع المسجد في العراق في منطقة الكرخ من بغداد ، مقابل المنطقة المعروفة بـ ( العُطَيفيّة )، على بعد (5)كم من مرقد الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد (عليهما السلام) ، ويعرف قديماً بـ (جامع المنطقة) ويعرف أيضا بـ (مشهد العتيقة).

التأسيس

براثا من القرى العامرة قبل تأسيس بغداد ، ولذا تعتبر من المواقع التاريخية والتراثية وقد استفاد من ذلك المهتمين بدراسة المواقع في بغداد لتحديد بعض معالمها. وقد أسس هذا المسجد في سنة (37هـ ــ 654م ).و سبب البناء كما جاء في الروايات الشريفة ان الامام علي بن أبي طالب عليه السلام مرّ بمنطقة براثا عند العودة من قتال (الخوارج) بالنهروان وصلّى في موضع هناك، وقد جرت على المسجد الكثير من عمليات التعمير والتجديد منها: ـ ما تم عام ( 1070 هـ ـ 1659 م ). ـ وفي(1352هـ ـ 1933م) تم تجديد المسجد أيضا. ـ تصدى بعض الأخيار عام (1375 هـ ــ 1955م ) إلى تعمير المسجد وبناء منارته. ـ وأخيرا أقدم المؤمنون على إصلاحات أساسية في هذا المسجد، وقد وضعت المخططات لتوسعته وإعادة بنائه من جديد.

المعالم و الأثار

يعد هذا المسجد من أقدم معالم بغداد في تاريخ الاسلام حتى قبل تأسيس العاصمة العباسية بقرن وثمانية أعوام . وكان معلماً هاما لاتباع اهل البيت على مر العصور وكان حاضرة علمية حيث كان الشيخ المفيد (رحمه الله ) يلقي دروسا فيه ، وتبلغ مساحة براثا الجامع والمدفن والحديقة في السابق أضعاف ما هو عليه الآن ، أما مساحته الحالية فتصل إلى حوالي(4000) متر مربع. ومن الأثار التاريخية الموجودة في هذا المسجد الى الان بئر الامام على عليه السلام والصخرة المنطقة اذ تذكر الرواية المنقولة عن الشيخ الطوسيّ: ان الامام علي عليه السلام عندما نزل في براثا عند عودته من حرب الخوارج في النهروان قابله راهب نصراني فقال له : لا تَنزِلْ هذه الأرض بجيشك، قال: ولِمَ ؟! قال: لأنه لا ينزلها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ بجيشه يقاتل في سبيل الله عزّوجلّ، فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: أنا ذلك .فنزل الراهب إليه فقال: خُذْ علَيّ شرايع الاسلام، إنّي وجدتُ في الإنجيل نَعتَك وأنّك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرضَ عيسى عليهما السّلام. فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: قِفْ ولا تُخبِرْنا بشيء .ثمّ أتى موضعاً فقال الكُزوا هذا. فلكَزَه برِجْله عليه السّلام فانبجَسَتْ عينٌ خَرّارة، فقال: هذه عينُ مريم التي أُنبِعَت لها. ثمّ قال: اكشفوا ها هنا على سبعة عشر ذراعاً. فكُشِف، فإذا بصخرةٍ بيضاء، فقال عليه السّلام: على هذه وَضَعَت مريمُ عيسى من عاتقها وصَلَّت ها هنا.فنصب أميرُ المؤمنين عليه السّلام الصخرةَ وصلّى إليها، وأقام هناك أربعة أيّام يُتمّ الصلاة، ثمّ قال: أرض براثا، هذا بيت مريم عليها السّلام، هذا الموضع المقدّس صلّى فيه الأنبياء ومنهم ابراهيم الخليل عليه السلام . وقد نقشت على تلك الصخرة البيضاء مستقبلا أسماء اصحاب الكساء تيمنا بهم ، وبهذا فمسجد براثا من العتبات المقدسة والمزارات المعظمة عند كل من المسلمين والمسيحين في العالم .

المصادر

- شبكة الامام الرضا - معجم البلدان : ياقوت الحموي ج 1 ص 362. - بحار النوار: محمد باقر المجلسي ج 102 ص 29 نقلا عن ذكرى الشيعة : الشهيد الاول ص155. - سفينة البحار : الشيخ عباس القمي ج 1 ص 175 مادة برث. -الفقيه ج1: ص151،ح699. - كشف اليقين : ابن طاووس ص 156، طبعة النجف الاشرف. - امالي الطوسي ج 1 ص 202، طبعة النجف الاشرف. - مناقب ال ابي طالب لابن شهر اشوب ج 2 ص 100 طبعة النجف الاشرف. - بحار النوار: محمد باقر المجلسي ج 14 ص 257 نقلا عن كتاب من لا يحضره الفقيه. -كامل الزيارات/ إبن قولويه/ ص546 -معجم البلدان : ج 1، ص 362. - تاريخ بغداد :ج1، ص124. - النجوم الزاهرة : ج3، ص323، وراجع: الكامل في التاريخ : ج8، ص533، دول الإسلام : ص193، شذرات الذهب: ص 379، مرآة الجنان: ج2، ص342،343، المنتظم: ج6 ،ص394،395. - البداية والنهاية : ج11 ، ص254. - دول الإسلام: ص219. - المنتظم: ج8، ص41-45. - مفاتيح الجنان: الشيخ عباس القمي. - مناقب آل أبي طالب: ج2، ص101.

وفي رواية اخرى

فعن أنس بن مالك قال: ( لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الأرض فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين فاستفظع ذلك ونزل مبادراً فقال: من هذا ، ومن رئيس هذا العسكر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان . فجاء الحباب مبادراً يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقاً حقاً . فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقاً حقاً ؟ قال له: بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا . فقال له: يا حباب ! فقال الراهب: وما علمك باسمي؟! فقال: أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال له الحباب: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأنك علي بن أبي طالب وصيه . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام وأين تأوي ؟ فقال: أكون في قلاية لي هاهنا . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : بعد يومك هذا لا تسكن فيها ، ولكن ابن هاهنا مسجداً وسمه باسم بانيه (فبناه رجل اسمه براثا فسمي المسجد ببراثا باسم الباني له) ثم قال: ومن أين تشرب يا حباب؟ فقال: يا أمير المؤمنين من دجلة هاهنا . قال: فلم لا تحفر عيناً أو بئراً ؟ فقال له: يا أمير المؤمنين كلما حفرنا بئراً وجدناها مالحة غير عذبة . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إحفر هاهنا بئراً فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها ، فقلعها أمير المؤمنين عليه السلام فانقلعت عن عين أحلى من الشهد ، وألذ من الزبد . فقال له: يا حباب يكون شربك من هذه العين . أما إنه يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها ، ويعظم البلاء ، حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام ، فإذا عظم بلاؤهم شدوا على مسجدك بفطوة ثم- وابنه بنين ثم وابنه لايهدمه إلا كافر ثم بيتاً- فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين ، واحترقت خضرهم وسلط الله عليهم رجلاً من أهل السفح لا يدخل بلداً إلا أهلكه وأهلك أهله ، ثم ليعد عليهم مرة أخرى ، ثم يأخذهم القحط والغلا ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد ، ثم يعود عليهم، ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها وأهلكها وأسخط أهلها . وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع ، فعند ذلك هلاك البصرة ، ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط ، فيفعل مثل ذلك ، ويتوجه نحو بغداد فيدخلها عفواً ، ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة . ولا يكون بلد من الكوفة تشوش الأمر له . ثم يحرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما ، ويوجه جيشاً نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها . ويجئ رجل من أهل الكوفة فيلجؤهم إلى سور فمن لجأ إليها أمن . ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحداً إلا قتلوه ، وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ، ويرى الصبي الصغير فيلحقه فيقتله .

 

فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها هيهات هيهات وأمور عظام، وفتن كقطع الليل المظلم. فاحفظ عني ما أقول لك يا حباب). (البحار:52/217) .