في اليوم الخامس والعشرين من شهر جمادي الاولى الموافق لليوم الرابع عشر من شهر تشرين الاول قدم وفد من علماء بغداد والكاظمية الى النجف الاشرف لزيارة مرقد الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والاتصال بسماحة المرجع الديني الاعلى الامام السيد محسن الطباطبائي متع الله المسلمين بدوام ظله للبحث في بعض الشؤون الدينية العامة ومايتعلق بالاوضاع الحاضرة خاصة ، وقد حلوا ضيوفاً على صاحب(مجلة الايمان.
ومن الجدير بالذكر ان هذا الوفد سبق وان قابل رئيس الوزراء ليلة الثلاثاء الماضية وهو يحمل رسالة خطية مع توجيهات ونصائح شفوية من سماحة الامام المجاهد السيد الحكيم دام ظله فيما يتعلق بالشؤون العامة التي لها مساس بوضعنا الحاضر.
وقد صرح احد اعضاء هذا الوفد بأن المقابلة قد استغرقت زهاء ثلاث ساعات وكان الحديث فيها قد تناول القضايا الاصلاحية العامة.
والمسلمون كافة في مختلف البلاد الاسلامية يحفظون في وعيهم مواقف الامام الحكيم الأصلاحية في مختلف المياين وشتى المجالات وهم يبتهلون الى الله العلي القدير ان يحفظ لهم سماحته ويطيل عمره الشريف.
المهرجان التاريخي الخالد بمناسبة مرور ثلاثة عشر قرنا على ميلاد الامام جعفر الصادق (عليه السلام )
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في امسية رائعة وفي 3/4/1383 المصادف 23/8/1963 أقيم المهرجان التاريخي الخالد بمناسبة مرور ثلاثة عشر قرناً على ميلاد الامام ابي عبد الله (جعفر ابن محمد الصادق) عليهما السلام، وذلك في الجامع المشهور ببغداد ، ( مسجد براثا ) هناك حيث احتشدت الجماهير الغفيرة ، الجماهير المؤمنة، الجماهير الخيرة، التي أمت مكان المهرجان وتطلعت الى افاضته الروحانية المباركة.
وهنا يجدر بنا ان نصف المهرجان على ماهو عليه كاملا ، ففي المدخل الرئيسي للجامع بل وعلى مقربة منه نصب قوس ممدرج متقن الصنع بديع المنظر مزدهر الالوان ازدانت جوانبه بالقماش وزينت جبهته العليا المطلة على الشارع العام بثلاث صور فريدة لسماحة المرجع الديني الاعلى السيد محسن الحكيم دام ظله العالي محفوفة بالطاقات الكهربائية المنوعة، ومن ثم فالى الممر المؤدي للجامع فالزينة، باصنافها الهادئة السليمة وقد علقت لافته كبيرة على الجبهة العليا من مدخل الجامع وفي نهاية الممر كتب عليها (لجنة المهرجان التاريخي بميلاد الامام الصادق (ع) ترحب بالضيوف الكرام.
ومن ثم فالى مكان المهرجان في ساحة الجامع حيث التنظيم المتناهي في الابداع والجودة فقد قسم الجامع الى عشر قاعات كل قاعة تحتوي على (250) كرسياً للجلوس، هذا عدا الطايق الاعلى للجامع الذي وسع ثلاثة آلاف مستمع، وهنا تشاهد انضباط الحفل -وهم من الطبقة المؤمنة الممتازة- وقد خصص لكل قاعة من قاعات المهرجان عشرة منهم فكل قاعة مسؤولة عن انضباطها اولئك العشرة المكلفون بها، ان هؤلاء مسؤولون عن كل شئ يحتاجه المستمع من تعيين محل للجلوس ومن توزيع السيكاير والمرطبات وما الى ذلك.
هذا عدا الوقوف سماطين من المدخل الرئيسي الى مكان المهرجان من المرحبين بالحضور..
إكتض هذا المسجد الكبير بتلك الجماهير الزاحفة اليه وهو مزدان بالانوار الكهربائية الكثيرة والمصابيح ترسل اشعتها عليه من كل جانب ومكان فهو عبارة عن شعلة وضاءة تزدهر وتنير.
وما أن ازلفت الثامنة مساءاً حتى تكامل الحفل وتماسك الحشد وانتظم المهرجان فأرتقى عريف الحفل الاستاذ الفاضل الشيخ محمد حسين الصغير -منصة الاحتفال- وحيا الحاضرين وقدم المقرئ الشيخ حسون الشيخ يوسف فعطر المهرجان بآيات الله البينات وما أن انتهى من التلاوة المباركة حتى اعلن عريف الحفل رفع شعار المهرجان التاريخي وهو عبارة عن لافتة وضعت وراء منصة المهرجان على شكل العلم وقد كتب عليها بخط بارز (الاسلام يعلو ولا يعلى عليه )فضج المدعوون والحاضرون اجمع بالتصفيق الحاد لهذه المفاجأة ، وقد قام برفعه امام المهرجان كل من العلامة السيد حسن الحيدري والاستاذ الشيخ أحمد الصغير.
وهنا تقدم العلاّمة الجليل الشيخ علي الصغير فأفتتح المهرجان بكلمة قيّمة اشاد فيها بشخصية الامام الصادق (ع) وشكر المدعوين على حضورهم ودعا فيها الى توحيد كلمة المسلمين وختمها بالاشارة الى المواقف البطولية التي اتخذها سماحة الامام المرجع الاعلى السيد محسن الحكيم متع الله المسلمين بدوام ظلة طيلة الظروف التي مر بها العراق في تلك السنوات السود المنصرمة.
ومن ثم تقدم سماحة العلامة الجليل السيد علي تقي الحيدري فألقى محاضرته وعنوانها (الفقه عند الامام الصادق ) فكانت محاضرة مستفيضة ممتازة تناولت الجوانب الفقهية والعلمية عند الامام بما اعجب الحاضرين.
ثم تقدم ((صاحب هذه المجلة) فألقى قصيدة والده الشاعر الكبير شيخ الخطباء الشيخ محمد علي اليعقوبي عميد جمعية الرابطة الادبية في النجف الاشرف فكانت قصيدة عامرة رائعة.
ثم القيت محاضرة العلامة الجليل الشيخ محمد رضا الشبيبي رئيس المجمع العلمي العراقي وعنوانها (الامام الصادق بين عهدين) فكانت محاضرة قيمة ونظراً لأنحراف صحته فقد أناب عنه الاستاذ احمد المظفر بألقائها.
وبعد هذا أطل على الحاضرين فضيلة الاستاذ الشاعر المبدع السيد محمد الحيدري معتمد مكتبة اهل البيت العامة ببغداد قصيدته العامرة فضج لها الحفل بالاستعادة والاستحسان والتصفيق الحاد.
وهنا اعلن عريف الحفل عن بدأ فترة الحلويات والمرطبات فوزعت على المدعوين ، وأقتصر في المرطبات على قنينة "سينالكو" وأما الحلويات فعبارة عن كيس شفاف من الورق وداخله مايناسبه من الحلويات وقد لف هذا بمنديل طبع عليه من الشعر للاستاذ الفاضل الشيخ احمد الصغير عن لسان المنديل فكأنه يتكلم ويقول.
قبس العقيدة شع في اضوائي وحلاوة (الايمان) طي ردائي
نسجتني الذكرى بمولد (جعفر) شرفان رمز هناً ورمز ولاء
وبعد انتهاء فترة الحلويات والمرطبات استئنف منهج المهرجان فتقدم الاستاذ الكبير السيد هاشم الحسني الاستاذ في كلية التربية فألقى محاضرته العلمية القيمة وعنوانها "الكيمياء عند الامام الصادق" فكانت غزيرة المادة قوية الحجة.
وهنا تقدم فضيلة الاستاذ الشاعر المبدع الشيخ محمد حسين الصغير عضو جميعة المؤلفين والكتاب العراقيين فألقى قصيدته العامرة بين عاصفة من التصفيق والاستعادة ودوي من الهتاف والاستجادة
ثم تقدم فضيلة الاستاذ الكبير الطبيب الشيخ محمد الخليل سكرتير الرابطة الادبية فألقى محاضرته "الطب عند الامام الصادق" فكانت محاضرة مستفيضة الاطلاع جميلة الاسلوب.
وبعد هذا تقدم عريف الحفل فشكر المدعوين على حضورهم وأبتهل الى الله أن يتقبل هذا العمل الخالص لوجهه الكريم وأن يؤيد العلماء الاعلام وعلى راسهم المجاهد الاكبر السيد محسن الحكيم ، وبهذا انتهى منهج المهرجان التاريخي الخالد. وقد أطلت الساعة على الحادية عشرة والنصف والدقيقة الخامسة، فأنفض الحاضرون وكلهم السنة شكر وثناء على منظمي المهرجان والقائمين به.
النجف الاشرف
رئيس التحرير
الشيخ محمد حسين الصغير