• +964 7903821493
  • العراق

في ذكرى شهادة الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام


تمر علينا في الخامس والعشرين من شهر رجب ذكرى شهادة الكوكب السابع من كواكب الهداية المحمدية الامام موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام وبهذه المناسبة نعزي صاحب العصر والزمان ومراجع الدين العظام والعالم الاسلامي سائلين المولى العلي القدير ان يجعلنا من السائرين بهدي هذا الامام الهمام .

هو الامام السابع في سلسلة ائمة اهل البيت عليهم السلام ,استلم الامامة من بعد ابيه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وهو بعمر العشرين عام وذلك سنة 148 هجري حيث ان ولادته كانت في 128 هجرية في منطقة( الابواء ) من المدينة المنورة .لقد كانت فترة استلامه لمهام الامامة فترة عصيبة وسوداء من خلال تسلط وجور حكام بني العباس ,

فقد كانت بداية امامته زمن المنصور الدوانيقي الذي يحمل الحقد والبغض ليس على ائمة اهل البيت وأتباعهم فقط بل على كل من يناصر اهل الحق وينصر المظلومين وكذلك على بقية فقهاء المسلمين كابي حنيفة النعمان الذي جلده وسجنه لمساندته انتفاضة ابراهيم بن الله المحض ضد العباسيين .

عندما سمع المنصور الدوانيقي برحيل الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام كتب الى والي المدينة محمد بن سليمان انه اذا كان جعفر بن محمد قد عين احدا خليفة له فاحضره واضرب عنقه ,وبعد فترة جاء جواب والي المدينة ان جعفر بن محمد قد عين في وصيته خمسة اوصياء ,وقد سأل الوالي المنصور الدوانيقي ايهم يجب قتله وهم :ـ

1 ـ ألخليفة المنصور الدوانيقي

2ـ والي المدينة محمد بن سليمان

3ـ عبد الله بن جعفر بن محمد (اخو الامام الكاظم)

4ـ موسى بن جعفر بن محمد

5ـ حميدة زوجة الامام جعفر بن محمد

ومن المؤكد ان هذه الوصية كانت حركة سياسية من الامام الصادق لعلمه بخبث ومخططات السلطة العباسية للقضاء على سلسلة الامامة علما ان الامام الصادق قد عرف خليفته لخاصته من الشيعة والعلويين وهو الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام .

مما هو معروف ان الامام جعفر الصادق عليه السلام اسس مدرسة اهل البيت والأساس العلمي للعقيدة الاسلامية الصحيحة ,وبعد رحيله عليه السلام فان هذه الجهود وهذه المدرسة قد تحولت تحت رعاية الامام الكاظم الذي ربى شخصيات علمية كبيرة والذين كانوا يتصاغرون امامه لمعرفتهم بفضائله الاخلاقية وخصاله الانسانية ومنزلته العلمية .

ان الحكام العباسيين الاربعة الذين عاصرهم الامام كانوا من اشد الظالمين لأهل البيت وأتباعهم ,فمن المنصور الدوانيقي الذي بنى قصوره على جماجم شيعة وأتباع اهل البيت ,الى المهدي والهادي وهارون الرشيد حيث كانت فترة فساد ومجون واضطهاد وظلم وانتشار العقائد الضالة المنحرفة التي تشجعها سلطة الحكام العباسيين المنشغلين بفجورهم ولياليهم الحمراء فكان الامام الكاظم عليه السلام وعلماء مدرسته العلمية يتصدون للانحرافات العقائدية ومناصرة الانتفاضات والثورات التي تحدث هنا وهناك مثل انتفاضة ابراهيم المحض وثورة الحسين شهيد فخ ,هذه المأساة التي وصفها فيما بعد الامام الجواد عليه السلام :( لم يكن لنا بعد الطف مصرع اعظم من فخ ) .

هذه الثورة التي اتهم فيها الحاكم العباسي الهادي الامام الكاظم بتوجيهها ومساندتها بقوله (والله ماخرج حسين إلا عن امره ولا اتبع إلا محبته لأنه صاحب الوصية في اهل هذا البيت ,قتلني الله ان ابقيت عليه).

لقد حاول الحكام الامويون والعباسيون الذين حكموا المجتمع لعدة قرون بسلطة السيف والبطش ان يكون لهم نفوذ وسيطرة على الاجساد المعذبة والنفوس المتعبة لإدامة سلطتهم الجائرة ,بينما القلوب المؤمنة القوية كانت تهوي الى ائمة اهل البيت مثلما احس بذلك الحاكم العباسي هارون الرشيد بان قلوب الناس مع الامام السابع موسى بن جعفر بن محمد الكاظم عليه السلام ,

وقد حاول هارون الرشيد ان يضفي على شخصيته الفاسدة المنحرفة كذبة ارتباطه برسول الله وحاول ان تنطلي هذه الكذبة على عامة الناس بأنهم ابناء عمومة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكن الامام الكاظم افشل محاولته هذه في الحادثة التي زار فيها هارون الرشيد المدينة المنورة وزيارته لقبر الرسول (ص) وأمام جمهرة من الناس سلم على الرسول بعبارة (السلام عليك يارسول الله السلام عليك يا ابن العم) كي يسمعهم انه ابن عم الرسول ,حينها اقترب الامام الكاظم من قبر رسول الله وسلم عليه بعبارة (السلام عليك يارسول الله السلام عليك ياابة) . هذه الحادثة وغيرها من مواقف المناظرة مع الامام الكاظم عليه السلام ووشاية الحاقدين على اهل البيت والمتزلفين للحاكم ادت الى ان يشخص هارون الرشيد بالإمام الكاظم من مدينة جده الى بغداد كي يكون تحت الاقامة الجبرية وتحت رقابة الحاكم مباشرة ،

ولم يكتف هارون الرشيد بهذا بل القى بالامام اولا في سجن البصرة ومنه الى بغداد واخذ ينقله من سجن الى اخر طيلة اكثر من عشرين سنة ، واخر سجن كان فيه الامام هو سجن شاهك السجان والذي كان طامورة لا يعرف فيها الليل من النهار ,

واخيرا لم يتحمل هارون الرشيد وجود الامام والتفاف الناس حوله رغم انه في السجن فعمد التخلص من الامام فدس اليه السم فذهب الامام شهيدا مظلوما في الخامس والعشرين من رجب سنة 183 هجرية .

فسلام الله عليه يوم ولادته وسلام الله عليه يوم شهادته وسلام الله عليه يوم يبعث حيا شاهدا على من ظلمه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته