واضاف أننا نعلم أنه في البداية هطلت أمطار غزيرة فغطى الماء الكرة الأرضية برمتها، ثم غاض الماء شيئا فشيئا واستقر في المنخفضات، وظهرت اليابسة من تحت الماء، وكانت مكة أول نقطة يابسة ظهرت من تحت الماء، حسب الأحاديث الإسلامية.
واوضح بانه كون مكة ليست أعلى مكان على الكرة الأرضية في الوقت الحاضر، لا يتعارض أبدا مع هذا القول، لأن مئات الملايين من السنين تفصلنا اليوم عن ذاك الزمان، وقد حدثت خلال ذلك تغيرات جغرافية بدلت وجه الأرض كليا.
واكد المركز ان بعض الجبال هبطت إلى أعماق البحار، وبعض أعماق البحار ارتفع فصار جبلا، مبينا ان ذلك ثابت في علم التضاريس الأرضية والجغرافية الطبيعية.
ويحتفي نسبة كبيرة من المسلمين على وجه هذه الأرض "المدحية" في الخامس والعشرين من ذي القعدة، اذ يقومون بمجموعة من الطقوس الدينية اكتشفوها عبر نصوص وردت عن النبي وأهل بيته، عليهم السلام، ويعد الصيام أكثرها شهرةً.
ويحدثنا اللغويون في توضيح مفردة (دحاها) بـ "بسَطَها ومدَّها ووسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار"
في حين يقول الإمام الرضا، عليه السلام، وهو ثامن الأئمة الاثنا عشر، فيه: " هُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُنْزِلَ فِيهِ الرَّحْمَةُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى آدَمَ، عليه السلام".
وكان، عليه السلام، قد أمر أصحابه بالصيام في هذا اليوم لأنه "يَوْمٌ نُشِرَتْ فِيهِ الرَّحْمَةُ، وَ دُحِيَتْ فِيهِ الْأَرْضُ، وَ نُصِبَتْ فِيهِ الْكَعْبَةُ وَ هَبَطَ فِيهِ آدَمُ عليه السَّلام" طبقاً للرواية.
إذاً، مؤدى أحداث هذا اليوم واحد، وهو الحياة.. الحياة على الأرض بانتشار الرحمة وانبساطها للإنسان وصلاحها للسكن والعيش، وبتنصيب أول خليفة بشري لله فيها وهو آدم عليه السلام، وكل ذلك من أجل حياة هانئة، وهو كما يبدو محور تفسيرات "يوم دحو الأرض".